مقدمات وأهداف ...الفتنة القادمة
د.نسيب حطيط
لقد أشعل الأميركيون الفتنة المذهبية في العراق بعد الغزو،وتبنوها كسلاح وحيد لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد،بعدما فشلت محاولات إسقاط النظام في سورياوهزيمة المقاومة.
الحرب الأهلية في سوريا والتي بشر فيهاالأميركيون وحلفاؤهم ،لن تنجح بتقسيم المنطقة إلا إذا واكبتها حروب أهلية وفتن مذهبية في لبنان والعراق وفق المخطط الأميركي ،ولدمج الساحات الثلاث لإحداث توازن في القوى في الساحتين اللبنانية والعراقية،ولدمج القوتين الفلسطينية(المخيمات)والسورية(العمال في لبنان)في الحرب الأهلية الشاملة على أن تستمر هذه الحرب على الطريقة اللبنانية والعراقية بضعة سنوات،تؤدي إلى أحداث تغيير ديمغرافي في الساحات الثلاث عبر التبادل القسري ( التهجير) أو الإكراهي المتمثل بالهروب من المعارك وعمليات الذبح والإغتصاب.
ويرى الأميركيون ، بأن لبنان المنقسم واقعا يمثل الساحة النموذجية لتعميم الفتنة المذهبية ودمج القوى السورية والفلسطينية في المعركة المذهبية ،ولذا فإنهم بدأو بالفتنة عام2005بإغتيال الرئيس الحريري وإنسحاب الجيش السوري ، ثم إستباحوا كل شيء في لبنان الأمن والقضاء والإتصالات، الخصوصيات والجامعات،وصار اللبنانيون في عهدة ال(CIA) والموساد والمخابرات الحليفة،تحضيرا للفتنة القادمة.
إن تأخر إشتعال الفتنة،يعود لهروب(الشيعة)بشكل خاص منها ، والذين تشن عليهم الحرب العربية-الغربية ،منذ إغتيال الحريري بعنوان تمويهي(المقاومة وسلاحها) ،وحدثت المواجهة الظرفية في أيار2008 بشكل قسري ،والآن كثرت الإستفزازات والتحرشات بعد تفاقم الوضع العسكري في سوريا وفق التالي:
- خطف الزوار الشيعة من قبل ما يسمى المعارضة السورية ، والتعامل معهم بشكل تجاري في وسائل الإعلام أو المواعيد الكاذبة لإطلاق سراحهم ، بضغط من جهات إقليمية و قوى سياسية لبنانية ، كما كان خطف الإمام الصدر في ليبيا أيام زعماء الحركة الوطنية ،وسكت الشيعة منعا للفتنة ،ففهم البعض ذلك ك ضعفا، فأمعنوا في الإستفزاز والشتائم.
- قطع الشيخ الأسير طريق الجنوب،شتم وهدد، ،وها هو يجول بباصاته المختلطة من(الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين) ويهدد بحماية أمنية ورعاية سياسية من المستقبل ،ومع ذلك يسكت الشيعة وينضبط الجمهور على مضض !
- هوجم اللواء عباس إبراهيم لأنه(شيعي)واتهم بمخالفة القانون لتقييد تحركات،و تم الإدعاء عليه لصالح شادي المولوي المتهم بالإرهاب وصار إرهابيا،والإرهابي ضحية ...ومع ذلك سكت الشيعة منعا للفتنة القادمة.
- سلاح المقاومة غير شرعي،وكذلك الدفاع عن الجنوب واهله،بينما سلاح المعارضة السورية وعناصرها شرعي! ويطلق القضاء عناصرها ... ويحمي جزار حمص !
الفتنة المذهبية سيشعلها الأميركيون وحلفائهم في لبنان،والظاهر أن فرار (الشيعة )وبعض العاقلين في لبنان ، سيؤخرها ولن يمنعها ، وفق التسلسل التالي:
- إسقاط الحكومة وتعميم الفوضى، وترك الجيش وحيدا بدون غطاء سياسي إستفزازات أمنية وقضائية لـ 8 أذارولسوريا.
- إحداث توترات أمنية في المناطق بين الطوائف والمذاهب،وبين المخيمات ومحيطها .
- "تحرير" المنطقة الممتدة من جونية حتى طرابلس بمرافئها الثلاث(جونية-سلعاتا- طرابلس)من
سلطة الجيش ،وكذلك مطار القليعات لتأمين طرق الإمداد العسكري للمعارضة في سوريا.
- عملية تغيير ديمغرافي للمسيحيين والشيعة خصوصا في سوريا ولبنان والعراق بحيث تم تهجير المسيحيين من سوريا وما بقي من العراق وحصرهم في لبنان أو تهجيرهم إلى أوروبا ،وتهجير الشيعة إلى الدولة العلوية المفترضة في سوريا أو العراق،لتأمين بيئة أمنية وسياسية(من السنة والمسيحيين والدروز)المهادنين لإسرائيل ،لضمان أمن إسرائيل،وتوطين الفلسطينيين لضمان تفوق القوى العسكرية للطائفة السنية في لبنان.
هكذا يخطط الأميركيون وحلفائهم،والسؤال هل سينجح المخطط الأميركي ويدفع اللبنانيون واشقائهم في سوريا والعراق الثمن الباهظ ...وهل محورالمقاومة قادر على الصمود أم أنه سينهزم داخليا ؟...وهل ستبقى تركيا والأردن وإسرائيل بمنأى عن كرة النار المتدحرجة ،وكذلك السعودية ودول الخليج ...الظاهر أن سقوط الحكومة يمثل صفارة الإنذار لإشتعال الفتنة ،وعسى ان لاتحدث وإن كان البعض لايراها بعيدة قبل نيسان 2013 كما يخطط الأميركيون! .